القرضاوي: الأمة بحاجة لمعرفة أصول الاستفتاء وثقافة "لا أدري |
موقع القرضاوي -إسلام فرحات/27-5-2007 دعا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي- رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - علماء الأمة إلى عدم الخجل من كلمة "لا أدري"، مؤكدا أن "الأئمة العظام كانوا لا يتهيبون من هذه الكلمة حينما تعرض عليهم فتاوى يحتاجون فيها إلى المراجعة". وأوضح القرضاوي أن "مقام الفتوى مقام عظيم، جعله الإمام الشاطبي بمثابة النيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجعله ابن القيم توقيعا عن الله عز وجل". جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "منهجية الإفتاء في عالم مفتوح.. الواقع الماثل والأمل المرتجى" والذي ينظمه بالكويت المركز العالمي للوسطية التابع لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتية تحت رعاية سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت. وشدد القرضاوي على أن العالم ينبغي أن لا يقول إلا الحق الذي تعلمه من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، موضحا أن "هناك قلة من العلماء تسيء إلى مقام العلم، وهم من يطلق عليهم علماء السلطة أو عملاء الشرطة" لافتا إلى ضرورة أخذ الفتوى من أهلها علما وورعا. كيف تستفتي؟ وبطريقة أخرى لتوضيح مشكلة الفتوى في العالم الإسلامي، أكد القرضاوي أن "الأمة بحاجة لمعرفة كيفية الاستفتاء.. فلا يعقل أبدا أن تغرق الأمة في أتون من القضايا التي تهدد كيانها، وهناك من لا يزال يسأل عن أمور من مسلمات الإسلام". وتابع "فأين السؤال عن حكم تزوير الانتخابات، وأين السؤال عن إحالة المدنيين إلى محاكم عسكرية، وأين السؤال عن الاعتقالات، وأين السؤال عن حكم استئثار طائفة واحدة بالمزايا وبقية الشعب مطحون في مشاكل كثيرة".. ملمحا إلى ضرورة أن تتعلم الأمة كيف تستفتي مع ضرورة علمها كيف تفتي. وأكد القرضاوي على أن الأمة الإسلامية هي الأمة الوحيدة التي تبحث عن أحكام دينها، حيث تسأل عن الحلال والحرام، مشيرا إلى أنه ليس هناك أمة من الأمم لديها منصب 'مفتي' إلا أمة الإسلام. من يحسن ومن لا يحسن وبين فضيلته أن ميدان الفتوى قد دخله من يحسن ومن لا يحسن، وأن هؤلاء يفتون في كل المسائل وليس لديهم مشكلة في أن يفتوا دون تخصص، معربا عن أسفه أن بعض الشباب أصبح يناطح العلماء حتى إن هذا 'المفعوص'- حسب قوله- أصبح يضع رأسه بجواالعلماء. وأضاف أن هناك من لا يحسن العربية ولا يعرف أصول النحو ولا يعرف منطوقا من خصوص ولا مفهوما من عموم. وأضاف القرضاوي أن معظم المشاكل تأتي من الدخلاء على الفتوى فليس كل خريج في كلية الشريعة يصلح للفتوى في دين الله، فقد يكون الإنسان خطيبا مفوها لكنه لا يفهم في علوم الفقه، وقد يكون أستاذاً في الفلسفة أو الأدب لكنه لا يستطيع أن يتصدى للإفتاء، مشيرا إلى أن الفضائيات جاءت وأمطرتنا بوابل ممن يتصدون للإفتاء في كل الأمور، ولقد قال ابن مسعود عالم الأمة 'إن من يفتي في كل شيء فإنه مجنون'. وإن الصحابة كانوا يحيلون ما لا يعرفونه من الأمور على ذوي الاختصاص ولم يكونوا يتسرعون في الفتوى فقد قال ابن عمر "يريدون أن يتخذوا ظهورنا جسورا إلى جهنم". وقال القرضاوي إن معظم الفتاوى الشاذة تأتي من غير المتخصصين؛ ومن أجل هذا تقتضي الضرورة أن توضع الضوابط والمعالم لتحديد من يدخل هذا الميدان ومن يحق له أن يقوم مقام رسول الله. وذكر أن كثيرا من الناس يسألون في المسائل التافهة، ولكن لا يسألون في الأمور والقضايا المصيرية والجادة كحكم تزوير الانتخابات وأخذ الناس في المعتقلات وحجز المدنيين ومحاكمتهم في المحاكم العسكرية. جدير بالذكر أن المؤتمر منعقد في الفترة من السبت 26-5-2006 وحتى الثلاثاء 28 - 5 - 2007. وتدور محاوره حول مقدمات الفتوى، واتجاهاتها ومناهجها في القديم والحديث، وموجبات تغيرها وعولمتها. كذلك يناقش المؤتمر طبيعة فتاوى الأقليات، ويبحث الوصول لميثاق جامع لأصول الإفتاء وشروط المفتي. |
Add this page to your favorite Social Bookmarking websites